الأربعاء، 30 مارس 2011

سيناء بين الاعمار ............ ومخططات الاستعمار

بقلم محمد الالفى

لم يعد يخفى على أحد الأهمية القصوى لاعمار سيناء والأن حيث أننا منذ تحرير سيناء حربا 
وسلما. يجرى الحديث على استحياء بالنسبة لمسألة اعمار سيناء .
حيث كان من المفترض أن

 يكون المشروع القومى الأول لمصر بعد حرب 1973 هو مشروع

اعمار سيناء .

ولكن الذى حدث هو التوسع فى انشاء المنتجعات السياحية التى لا تعمل سوى شهرين فى العام

فى الساحل الشمالى مما يعد اقتصاديا اهدار استثمارات وسوء استخدام للأموال المتداولة.

وفى سيناء شمالا وجنوبا تم تعمير الشريط الساحلى فقط وعلى يد مجموعة من سماسرة 

ألأراضى وهواة ( تسقيع الأراضى ) أو ( أثرياء الحروب ) وليس هناك سوى نفق الشهيد

أحمد حمدى وحالتة ليست بالجيدة فنيا وكوبرى السلام ومشروع الصحارة أسفل القناة

لنقل المياه . ألم يعد أحد يستعمل عقله فى هذا الوطن ليفهم ويفهم الأخرين أن سيناء 

مسألة حياة أوموت بالنسبة لنا فى مصر.

* سيناء الخالية جعلت اسرائيل تفكر وتبنى خططا وتصورات تبدأ فى تنفيذها حول تحقيق الحلم 

الاسرائيلى ( اسرائيل من النيل الى الفرات ) حيث المخطط الاسرائيلى القديم الحديث بالاستيلاء

على سيناء ومدن القناة والتحكم فى الملاحة بالسيطرة عل قناة السويس .

كذلك الاستيلاء على جزء من العراق وكذلك وصولا الى المدينة المنورة. حيث مرقد سيدنا

محمد صلى الله عليه وسلم 

وأذكركم بقول قادة اسرائيل عقب هزيمة 1967 قال موشى ديان وزير الحرب الاسرائيلى 

نحن صنعنا حدود 1948 وأنتم صنعتم حدود 1967 والأجيال القادمة ستصنع حدودا أخرى

كان يحدث جنوده .
* سيناء الخالية جعلت اسرائيل تتحرش بالحدود المصرية من وقت لأخر وتقوم بقنص بعض 

الجنود من وقت لأخر فى محاولات مستميتة لجر مصر لنزاع مسلح وقتما تريد .

*سيناء الخالية شجعت اسرائيل على شن حرب همجية ضد العزل فى غزه وتقتل النساء 

والأطفال واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا ضد المدنيين .

هذا اضافة الى قصف الحدود بين مصر وقطاع عزه مما أدى لوفاة بعض المصريين وتصدع

المنازل فى المنطقة الحدودية .

*سيناء الخالية جعلت اسرائيل تفكر بالاستيلاء على ماتبقى من أرض فلسطين المحتلة 

والمساحة المتبقية وتقدر ب 22% من اجمالى الأرض وتفكر بتهجير أهل القطاع الى

سيناء .

ثم تقوم بعد ذلك بتهجير أهل الضفة الغربية الى وادى عربة فى الأردن كمرحلة ثانية

أما المرحلة الثالثة فهى التتضييق على عرب 1948 وطردهم فى نهاية المطاف .

ولهذا تلجأ اسرائيل الى الانسحاب أحادى الجانب حتى تخلق فتن بين الفصائل .


( هدايا العالم لاسرائيل )

اتفاقية أمنية بين الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل لضبط الحدود مع مصر ومنع 
تهريب السلاح لقطاع غزه ومراقبة الشواطئ أمام غزه ودول أخرى .

اتفاقية أمنية بين دول الاتحاد الأوروبى واسرائيل لضبط الحدود مع مصر ومنع تهريب 

السلاح لقطاع غزه وكذلك مراقبة الشواطىء أمام غزه ودول أخرى.

كل الاتفاقيات تدور حول أمن اسرائيل وما يسمى مكافحة الارهاب ومنع تهريب السلاح

والآيام القادمة ستشهد المنطقة البوارج والسفن الحربية التابعة لحلف الأطلنطى وهى

تقوم بمحاصرة كافة السواحل العربية من المحيط للخليج وتفتيش السفن متذرعين 

بالبحث عن الأسلحة المهربة لغـزه .


اذا فكرنا مليا وتابعنا تصريحات الرئيس الأمريكى الجديد أوباما سنرى أنه يتحدث عن

التزام الولايات المتحدة بأمن اسرائيل .

الجميع يعلم أن لأمريكا لن تتخلى عن اسرائيل وأن لها قواعد بالمنطقة وأسطولها 

السادس أمام سواحل البحر المتوسط والخامس فى الخليج العربى وهى ستتعاون 

تعاونا كاملا مع اسرائيل على حساب أى طرف فى المنطقة العربية .

الجديد فى المنطقة أن الدول الأوروبية ثلهث منذ العام 2006 وراء ايجاد موطئ قدم

لها فى المنطقة العربية وهاهى اسرائيل تحقق لها ماتتمنى من خلال الاتفاقية الأمنية

بينهما اذن كلاهما يحقق مصالحة على حساب الأخرين.

والمشهد الأن يذكرنى بتحرك قوات التحالف بقيادة أمريكا لاحتلال أفغانستان بزعم 

القضاء على الارهاب هذا هو المعلن والحقيقى هو السيطرة على بعض الجمهوريات

المستقلة عن الاتحاد السوفيتى السابق والسيطرة على منابع النفط فى البحر الأسود.

وتحرك أمريكا ودول الاتحاد الأوروبى الى المنطقة بزعم أمن اسرائيل ومنع التهريب

للأسلحة عبر مصر ومحاربة الارهاب ممثلا فى حركة حماس .

السؤال هنا هل أصبحت حماس قوة عسكرية عظمى تأتى القوى العظمى اليها لتحاربها

الجديد الأن هو السيطرة بالكامل على المنطقة وهذه بشائر الاحتلال مرة أخرى .

أليس حريا بالذين يتحدثون عن السلام أن يفهموا الأن اذا كانوا لم يفهموا سابقا وفى ظل 

المتغيرات الدولية السريعة والمتلاحقة أن السلام للأقوياء فقط وللنجباء الذين يستطيعون 

خلق مصالح مشتركة مع القوى الدولية والاقليمية تحافظ بها ولو مرحليا على خط التوازن

بينها وبين القوى الطاغية فى العالم وتحفظ بذلك أمنها ولو مؤقتا حتى تجهز نفسها للمرحلة

التالية .

*** المشهد الداخلى الحالى غاية فى السوء انه تفكك وتفسخ اجتماعى وسياسى ويطلق عليه 

البعض حراك سياسى أو حراك اجتماعى والحقيقة أنها الفوضى الغير خلاقة بعينها.

*** العدو نحن نعرفة جيدا مهما تعددت صورة وأشكالة ولا نخشاه ولكن الخطر منا نحن

على أنفسنا نمارس اللغو فى أمور تافهة ونسعى خلف المتشيعين والمنقسمين فرقا 

وليس يرجى منهم خيرا يستقوون بالخارج على الداخل والخارج قادم لا محالة 

والأيام القادمة لا تحتمل سوى وحدة الصف وتكاتف الجهود حتى لو بلغ الأمر حد

التبرع الشخصى لاعمار سيناء .

لتتحرك الدولة بكل ثقلها تضع خطة مدروسة ومنهج يقبل التطبيق على الأرض لاعمارسيناء 



المشاهد السابقة هى رؤيتى للواقع الحالى من منظور سياسى 

أما اذا أردنا أن نستشهد بالعلم فيما يخص سيناء فليكن ولنراجع كتاب د/ عمر الفاروق عندما 

قدم ملخصا لثلاثية العالم الجغرافى الفذ د/ جمال حمدان فى العدد رقم 532 الصادر من دار 

الهلال فى العام 1995 فى ذكرى رحيل د/جمال حمدان الثانية .

وبالعودة الى الكتاب ص 226 ويتحدث عن ( تركيب مصر الجيواستراتيجى ) وماينطوى عليه 

هذا التركيب من عناصر قوة البر والبحر معا وبتحلل عمفها الاستراتيجى ثم يذهب بعد ذلك الى 

مايسمى ( مفاتيح مصر الاستراتيجية ) .

ويحددها بداية فى سيناء فى الشمال الشرقى حيث تستأثر سيناء باهتمام الراحل د/ جمال 

حمدان حيث أخضعها لدراسة مستفيضة توطف كافة المعلومات الجيواستراتيجية المختارة

مع الربط عضويا بينها وبين القناة ووادى النيل .

وفيمايلى أهم بعض ماأوردة فى هذا المجال :

1- لماذا يترك الفراغ العمرانى سيناء أرضا جاهزة لمعركة العدوان وملائمة لأغراضة فقط 

ولكنه تركها نهبا للأطماع الاستعمارية الأن وفيما مضى وبصفة عامة يمكن القول أنه

كان هناك دائما عدو يشكك بطريقة ما فى مصرية سيناء ويطمع فيها بصورة ما سواء

بالضم .... بالسلخ ..... بالعزل أوبغير ذلك.

2- من الوجهة الاستراتيجية البحتة فلم يعد هناك معنى لأن يتوقف ارتباط سيناء بمصر 

الوادى عبر القناة أوعلى كوبرى سكة حديد قابل للتدمير ... ثم للتدمير مرة أخرى بعد

اعادة البناء حيث لابد من سلسلة من الأنفاق تحت القناة تحمل شراييين المواصلات

مثلما تنقل المياه فمثل هذه الأنفاق تعد مجازيا بل عمليا بمثابة اعادة تحقيق 

للاستمرارية والوحدة الأرضية بين الوادى وسيناء ولرقعة مصر الجغرافية والسياسية

عموما رغم وجود القناة .

3- القناة محكوم عليها بالخطر وموقعنا مهدد وبانتظام بالاجهاض والشلل الجزئى مابقيت 

اسرائيل ومن ثم يصبح المبدأ الاستراتيجى الأول فى نظرية الأمن المصرى مرة أخرى

هو الأتى ( دافع عن سيناء – تدافع عن القناة – تدافع عن مصر جميعا ) ولاضمان 

بالتالى الا بذهاب العدو غير أن القضية متروكة للمدى البعيد . 

ويقرر فى الخلاصة ويقول : على هذا نستطيع وفى الختام أن نعبرعن الموقف 

الجيواسترتيجى كله فى ايجاز سلسلة من المعادلات الاستراتيجية كالأتى :

( أ ) من يسيطر على فلسطين يهدد خط دفاع سيناء الأول 

( ب ) من يسيطر على خط دفاع سيناء الأوسط يتحكم فى سيناء 
( ج ) من يسيطر على سيناء يتحكم فى خط دفاع مصر الأخير 

( د ) من يسيطر على خط دفاع مصر الأخير يهدد الوادى ) 

وهذه النقاط سالفة الذكر هى ( نواه نظرية الأمن المصرى 

أذا كان هذا ماتفضل به عالم جليل مثل د / جمال حمدان أليس من الأجدر بنا أن نقارن بين 

الواقع وبين تجاربنا السابقة وبين الدراسة العلمية للدكتور/ جمال حمدان ونقرر البدء فورا

فى اعمار سيناء بكل السبل .

قدر كتبه الله على هذه الأرض أن تبقى بمقدراتها ورجالها فى المواجهة دائما والأمس ليس 

ببعيد فعلى هذه الأرض دحر الهكسوس – التتار – الصليبيين – طرد الانجليز _ هزم الصهاينة

يقينى أن المعركة الفاصلة قادمة ولكن علينا تهيئة الأرض والرجال والعتاد وعلى الله التوكل
لا التواكل .


والله ولى التوفيق 


محمد الألفى

0 التعليقات:

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More