الأربعاء، 30 مارس 2011

الحملات الصليبية الجديدة

بقلم محمد الالفى

منذ عقود خلت و الغرب و أقصد هنا الولايات المتحدة الأمريكية و أوروبا الغربية و التى تمثل دول الاستعمار القديم لم يتوقفوا عن مشروعات بث الفرقة

 فى المستعمرات القديمة .

تارة بخلق أسباب للحروب منذ خروجها من الشرق الأوسط و افريقيا مع ظهور حركات التحرير .. و مررنا بعدوان 1956 و 1967 و حروب الخليج العربى و احتلال العراق بما له و ما عليه .

و مرة أخرى محلولة اثارة قلق العرب بأن امتلاك ايران لأى نوع من التكنولوجيا النووية يشكل خطرا جسيما على هذه الدول و المنطقة بأسرها .

و عندما تقطعت السبل و بصفة خاصة بالدول العربية و انتهت كل سبل الثقة بينهم .. بدأت مرحلة هامة أطلقت عليها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ( الفوضى الخلاقة )

بدأنا بالفعل نشهد تدهورا فى سلوك شعوب المنطقة و تراجع الآداء الحكومى لمعظم الحكومات فى المنطقة العربية و الشرق الأوسط ككل .

ثم بدأت مرحلة السلبية بين الشعوب و الحكومات و هذه هى أخطر المراحل التى تسبق مرحلة الانفجار و الفوضى الشاملة .

حيث أنه ليس خفيا على أحد أن الشعوب تحيا بالأمل و عندما فقدت الأمل بدأت و تحركت من المشاركة بالايجاب الى المشاركة بالسلب ثم مرحلة الصمت ثم مرحلة الموت البطىء.

ثم ذهب الأمر الى مرحلة متقدمة بنقل جزء من نشاط القاعدة و معها أجهزة الاستخبارات الغربية الى اليمن فى محاولة للتمهيد لانفصال جنوب اليمن عن شمالة و تمهيدا لدخول قوات بريطانية لليمن للسيطرة على عدن ذات الموقع الاستراتيجى و كذلك المضيق .

ثم دخلنا مؤخرا فى مرحلة تقسيم الدول و نحن الآن بانتظار تقسيم الجزء الأول من السودان ليصبح شمال و جنوب و هذا فى المرحلة الأولى فقط .. أما المرحلة الثانية فسوف تتجه نحو دولة مستقلة فى دارفور ... ثم دولة فى شرق السودان .

و مؤخرا ظهرت موضة جديدة أشبه بالموضة فى الموديلات حيث أصبحنا نسمع فى السنوات الأخيرة عن نوع جديد من التنظيمات و هو التنظيمات الاسلامية المتطرفة و هذا ما يطلق عليها .

و تحركت هذه التنظيمات و على رأسها القاعدة لخدمة أهداف الغرب و أمريكا و أصبحت تخدم حالة عدم الاستقرار المطلوبة و بدأت بتفجير الكنائس فى العراق ثم مصر و تحركت كذلك مجموعة بوكو حرام المتطرفة فى نيجيريا و الوثيقة الصلة بكل من القاعدة و طالبان باطلاق الرصاص على الكنائس .

لندخل بعد ذلك مرحلة التصريحات و التى بدأها :

1-البابا بندكتوس بابا الفاتيكان بالمطالبة بحماية الأقليات المسيحية .

2- فرانكو فراتينى وزير خارجية ايطاليا بضرورة حماية الأقليات و دعا الاتحاد الأوروبى ببدء مرحلة جديدة من التعامل مع دول الشرق الأوسط التى يوجد بها أقلية من مسيحيو الشرق.

3- ميشيل اليو مارى وزيرة الخارجية الفرنسية أيضا طالبت بما طالب به وزير الخارجية الايطالى .

4- الرئيس الايطالى يسير على نفس النهج وبلغ مداه بأنه لا يمكن الصمت على ما حدث فى الاسكندرية .

5- الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى .. نطق ببداية المخطط و فى حديث له من داخل قصر الاليزيه .. قال ان هناك حملة تطهير دينى خبيثة ضد المسيحيين فى الشرق الوسط تقوم بها جماعات مجرمة لم يسمها .. و استبعد تورط الاسلام .

و هنا هىو يتجه الى فكرة العدو الخفى اذن لابد أن يكون هناك عدو حتى تتحرك الدول الاستعمارية القديمة التى تجد الآن ضالتها فى الاستيلاء على دول المشرق لحل مشاكلها الاقتصادية .. من الاستيلاء على الثروات الى توريد الأسلحة .

و بالطبع الخول للمنطقة هذه المرة سيكون تحت مسمى حماية الأقليات و لابد أن نذكر هنا ألى أنه يوجد قانون فى الولايات المتحدة يسمى قانون حمايه الأقليات و هو القانون الذى ضرب بموجبه الصرب فى البوسنة و الهرسك .

نحن بانتظار القادم من الغرب حيث أصبح لا يأتينا من الغرب دائما ما لا يسر القلب .


خالص تحياتى و أرجو من شعوب المنطقة العربية أن تستنهض نفسها لأن الخطر القادم أكبر من كل مشاكلنا التى نحياها الآن .

0 التعليقات:

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More