الثلاثاء، 12 أبريل 2011

رؤيــــة
بقلم
بشــرى شلــش
الإصلاح الإجتماعى
.. فريضة مصر الغائبة
منذ سنوات وربما عقود ومصر غارقة فى حديث يعلو أحياناً ويخفت أخرى ــ عن الإصلاحين السياسي والأقتصادى حتى صار وخاصة فى العام الأخير الشغل الشاغل لمنتديات الفكر والسياسة ووسائل الإعلام فيما يخلو هذا الحديث المتواصل مما نطلق عليه " الفريضة الغائبة " ألا وهى ( الإصلاح الاجتماعى ) الذى نعده ركزية أى إصلاح سياسياً كان أم إقتصادياً فبدونه أى الأصلاح الاجتماعى يصبح الحديث عن أى إصلاح آخر حديثاً فارغاً لن يتحول أبداً إلى فعل حقيقى بدون بشر قادرين على إستعياب وتلبية متطلبات الإصلاحين السياسي والاقتصادى ، إن أعظم القرارات السياسية والاجتماعية لأبد لها من ترجمة بشرية على أرض الواقع وهؤلاء البشر الغارقون فى ركام اللاوعى واللامبالاة والإستهتار والإحساس باللاجدوى وعدمية كل شئ هم بشر غير قادرين على إستعياب الاصلاح السياسي أو الاقتصادى.
إن هولاء البشر ممن فقدوا الإيمان بجدية التغيير أو جدواه أو حتى وجودة من عدمه .. هؤلاء البشر  ممن فقدوا الإنتماء للوطن ولقيم العمل والتعليم والوطنية غير قادرين وغير مصدقين وغير مؤمنين لأى حديث عن ثنائى الاصلاح الذى أغرقهم الحديث عنه صباح مساء وصاروا فى أمس الحاجة إلى إكمال المثلث بالإصلاح الاجتماعى على كافة المستويات ، ومن هنا يأتى دور جريدة المحور التى قررت لنفسها أن تتبنى الإصلاح الاجتماعى الذى نعده جهاداً مستحقاً أولى بأن نتبناه حتى نصنع لمصر كلها وللمجتمع بأسره بكافة طوائفه وطبقاته ركزية فكرية وإعلامية تكمل ما نقص من حالة مراجعة الذات التى يمر به المجتمع بأسره.
معاً وعلى صفحات المحور المصرى نواجه أنفسنا .. نعالج عيوبنا ونحارب سلوكيتنا الخاطئة فنروى جذور الإنتماء ونقصف أوراق الإستهتار واللامبالاه ، معاً نصنع من صفحات المحور سلاحاً للمواجهة وحصناً للأمان سلاحاً نواجه به وحش الفساد والتخلف وعدم إحترام القانون وكل ما هو مزيف ومرفوض فى مصر المحروسة وحصناً للأمان ندافع معاً عن نهر الحق والخير والجمال الذى مازال يفيض غزيراً قوياً رغم كل ما نعانيه ، معاً وعلى صفحاتنا نجعل من كل سطر وكل صورة ومن كل تحقيق أو حوار أو خبر لبنه جديدة فى بناء الإصلاح الاجتماعى فريضة مصر الغائبة.
تم نشر هذا المقال بالعدد الأول من جريدة المحور المصرى الصادر يوم الثلاثاء الموافق السادس والعشرون من أكتوبر عام 2004 التى كنت أشرف برئاسة مجلس إدارتها وكان  هذا هو المقال الأفتتاحى المصدر للأهداف التى قامت من إجلها هذه الجريدة ، وأرانى اليوم بعد هذا الزخم المتتابع الذى أعقب أحداث التحرير والذى مازالت أحداثه حاضرة حتى اليوم وأنا أتحرك وسط الجماهير بوصفى وكيلاً عن المؤسسين لحزب ضمير الأمة تحت التأسيس فى هذه الأيام أجد أن أولى خطوات إقامة هذه الفريضة الغائبة أن يكون لنا جهد منظم وممنهج وله مرجعية أكاديمية وأخلاقية فى هذا الوقت بالذات ونحن على أعاتب إنتخابات برلمانية ورئاسية يسبقها تكوين أحزاب جديدة فنحن فى حاجة ماسة إلى إرادة واعية لكل مواطن يتحرك الآن فى أتجاه بناء مصرنا الجديدة متمسكين بتحقيق مثالية واقعية نتلمس نتائجها على أرض الواقع ولا نقف عند حدود المثالية الرومانسية التى تنتهى بنا إلى أن نحلق فى سماء أحلام اللاحدود واللاواقع.
ولذا أنتهز هذه الفرصة لدعوة كل الرموز الوطنية وكل النخب وقادة التغيير فى المجتمع ...
وكافة المؤسسات التعليمية والدينية والثقافية والسياسية ومؤسسات المجتمع المدنى لتبنى أحياء هذه الفريضة الغائبة وجعل (الاصلاح الاجتماعى ) (مشروعاً قومياً اجتماعياً ) يتوافق ويلتف حوله الجميع عملاً فى طاعة الله وخدمة الوطن الحبيب مصر.
boushrashalash@hotmail.com

6 التعليقات:

مدونة رائعة وإلى الافضل ان شاء الله

أبشر بخير وفير****يهديه رب قدير
لكل عبد منيب***للحق دوما نصير

ألف مبروك مدونة قيمة ومواضيعها ثرية وتستحق المتابعة والأهتمام
بالتوفيق دائما د بشرى والى الأمام

من المدونات القليلة المهمة والمميزة
كل الشكر د بشرى لك وللقائمين على هذا العمل الجاد

مدونة ممتازة والمقالات هادفة ومواكبة للأحداث الجارية ومتنوعة،
وفقكم الله لما فيه الخير

مقالة ممتازة وتنبأت بالأحداث الجارية قبل موعدها بسنين ،خسارة عدم استمرار جريدة المحور المصرى
بالتوفيق لكل القائمين على هذه المدونة القيمة والثرية بالمعلومات .

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More