الخميس، 7 أبريل 2011

الثورة يلزمها مشروع سياسي

الثورة يلزمها مشروع سياسي

بقلم حسام شلش
وإلا و كأنها لم تكن لا قدر الله ، فهذه اللحظة هي لحظة فاصلة قد تؤدي الي الفوضي او النهضة ، و لعلنا يغيب عن ادراكنا و احساسنا اننا كنا في عزلة لما يقرب من 60 عام ، عزله عن الحرية و العيش الكريم و الرفعة ، خلال هذه السنوات فقدت مصر روحها ،وإن لم نقتنص هذه اللحظة بكل وعي وجهد و دأب فنحن مرشحين لغيبوبه أخري لا يعلم عدد سنواتها إلا الله ، و الذين يقولون اننا عرفنا الطريق إلي ميدان التحرير عليهم أن يعوا ان هذه الثورة المصرية دفعت اليها ظروف لم تحدث في تاريخ مصر ، من فساد لم يسبق له مثيل و تردي للأوضاع لم يسبق له مثيل و اراده من القوي الدوليه لتغيير الشرق الأوسط ، و ان الثورات في تاريخ الشعب المصري هي اندر من الغراب الأبيض ، وانه لن تقوم ثورة أخري كلما عن لنا مطلب .
ولهذا يجب الأنتقال من فترة الحلم الثوري إلي آليات الواقع الثوري فوراً،فالخطئ الأساسي الفادح  لحركة الضباط الأحرار 1952 هو المبالغة في الحلم الثوري علي حساب اكتساب آليات الواقع الثوري الذي ينشد النهضة فأفقناعلي كابوس هزيمة 1967.
و أول خطوة حسبما أري هو تكوين حزب ٍمليوني من شباب وشعب الثورة اللذي نزل الي الشارع بأعداد تتراوح ما بين 10 إلي 12 مليون فلا عجب أن يصبح اعضاء هذا الحزب 3 أو 4 ملايين ، و ان تكون الهيئة العليا لهذا الحزب من شباب إئتلاف الثورة و من لجان الحكماء اللذين تداول الشباب اسمائهم في مراحل مختلفة من الأزمة.
و اللجان الشعبية التي تشكلت وقت الثورة يمكن ان تفعل و تقوم بأدوار مختلفة .
1- أن تصبح هذه اللجان اعضاء المجالس المحلية المنتخبة.
2- أن يكون منها لجنة مراقبة علي الأنتخابات مع القضاء و الرقابة الدولية،و ان يكونوا مندوبين للمرشحين.
3- أن تتكون منها مجموعات عمل مدني لدعوة الشعب إلي المشاركة في الإنتخابات بالمرور علي البيوت لإقناع الشعب المصري بالمشاركة الكاملة في أي إنتخابات قادمة كما حدث في الإنتخابات الأمريكية الأخيرة حيث شارك في الإنتخابات الأمريكية شرائح لم تشارك في الإنتخابات علي مدار التاريخ الأمريكي كما انهم جمعوا تبرعات لتمويل حملة اوباما الإنتخابية إلي الحد الذي زاد و فاض فأعاد اوباما جزء كبير من المال!
وبهذا تكون قد نقلت الشارع المصري إلي قلب الشارع السياسي ،و هي الضمانه الوحيدة لتذويب أي فلول لقوي الفساد السابقة و لتجاوز مزية التنظيم الشديد للإخوان المسلمين .
و المتخوفين من إنشاء حزب من شباب الثورة ، حجتهم في ذلك أنهم ذوي حساسيات سياسية مختلفة فمنهم مجموعات ليبرالية ،             و اخوانية ، ويسارية ......إلخ.
و لن يستقيم أن يجمعهم حزب واحد .
وهذا مردود عليه ان حزب الوفد  سنة 1919 كان ذو حساسيات مختلفة ،من عامة الشعب و كبار الملاك و مسلمين و مسيحيين        و يهود و يساريين و لكنهم اجتمعوا علي مجموعة من المبادئ البيضاء كانت هي المشروع السياسي الموحد لهم و التي تمثلت في عودة سعد زغلول و تكليفه كرئيس للوزراء و اعلان دستور           و الإستقلال و الجلاء و قد تحقق لهم كل ذلك و استمر الوفد من سنة1919إلي الخمسينات ما يزيد عن 30 عام يصنع الواقع السياسي و يشكله كقوة اساسية فاعله علي الأرض لهم كادر تنظيمي واضح هو انهم الحزب الأول ذو الشعبية الكاسحة في مصر .
التخوف الثاني أن يغير الحزب الوطني جلده و يركب الموجه و يدخل في حزب من هذا النوع ، وهذا ايضاً مردود عليه بأن المنافق الذي سيردد خطابك السياسي لن يضرك ، و إن ردد غير ذلك فسيفرز نفسه خارجاً من هذا الحزب ،فلا مجال في السياسة للتفتيش عن النوايا و إنما البرامج و الأهداف و الإنجازات المرتبطه بجدول زمنيٍ.
سياسيا سقط زمن الأيديولوجيات وكل مايلزم لنهضة أي دولة حديثه
ولحاقها بالعالم الأول هو ليبرالية وإقتصاد جيد.


















الثورة يلزمها مشروع سياسي............ (2)
بقلم /حسام شلش
وبهذا  تصبح الثورة مشروعاً سياسياٍ له جسد مادي وواقع ثوري وآليات واضحة علي الأرض.
مشروعا سياسيا قد يمتد ثلاثين أو أربعين أو خمسين عاما ،و جيل  ثورة 25 يناير علي المدي الزمني القريب و البعيد يصبحون اعضاء مجلسي الشعب و الشوري و الوزراء و رؤساء الوزراء بل            و الرؤساء بعد اكتساب خبرة العمل السياسي اللازمه لذلك ٍو مع احترامي المطلق لحرية تكوين الأحزاب فليست العبرة بكثرة الأحزاب فإلي جانب الحزب الوطني سابقأ وجد 24 حزب لا قيمة لها ، و دولة كالسنغال بها 128 ألف حزب فتقريباٍ كل فردين انشئوا حزب هناك! و لكن العبرة أن يكون ٍ الحزب قويا و قادر علي تداول السلطة بشكل فعلي وله آلياته التي تمكنه من ذلك ، ليست العبرة بتعدد الأحزاب فأمريكا بها حزبان الجمهوري و الديمقراطي يتداولان السلطة بشكل حقيقي ، و أنجلترا بها حزبان المحافظين و العمال  يتداولان السلطة بشكل حقيقي و كذا فرنسا و ألمانيا .
أيضاً ينقص الثورة خيال سياسي فالملاحظ أن بعض الناس يريدون احمد زويل رئيسا لمصر و بعضهم يريدون البرادعي ،و بعضهم يريدون هشام البسطويسي ..........الخ.
و انا اقترح لعبة خيال سياسي يجب ان تمارس طوال الوقت من الفصائل السياسية المختلفة و من شباب الثورة و شعبها يعينون الرؤساء و يشكلون الوزارات عبر الفيس بوك و الصحافة وباقي وسائل الإعلام ، فأنا أعتقد أن الترشيحات التي قدمتها الصحف تحت عنوان من يخلف مبارك قبل رحيله والجدل الذي ثار حولها كان إيذانا بتعجيل هذا الرحيل، و فأهمية هذا الخيال السياسي أنه يحدد رؤي واضحة و يختبر مقولة أن مصر مليئة بالكفاءات و هو مجهود صعب سينقبون خلاله تحت جدران الإقصاء و الطمس اللتي شيدها النظام السابق ليدفن تحتها الكفاءات حتي لا تكشف عورته و قصوره ،فالمبدأ في مؤسسات الدولة منذ حركة يوليو ،( إدفن من هو اذكي منك) لعبة الخيال السياسي هذه لن تكلفنا إلا مجهود التفكير الواجب و الضروري قبل ان نخطوا خطوه واحدة إلي اي صندوق انتخابات .
سأبدأ معك تواً لعبة خيال سياسي .
ما رايك ان
 (1) يصبح احمد زويل رئيساً للجمهورية .
(2) البردعي رئيساً للوزراء .
(3) عمرو موسي أو دكتور عمر حمزاوي وزيراً للخاريجية.
(4) هشام البسطويسي وزيراً للعدل.
(5) علاء الأسواني وزيراً للثقافة.
(6)محمد غنيم أو دكتور محمد ابو الغار وزيراً للصحة.
(7) فاروق الباز وزيراً للتعليم و البحث العلمي .
(8) حازم الببلاوي وزيراً لأقتصاد .
(9) أكمل انت باقي الوزراء........
(10) شيخ ازهر منتخب من علمائه و يستقل بميزانية منفصلة  هي ميزانية الأوقاف .
(11) إنشاء مؤسسه لتحديث الخطاب الديني مهمتها أن لاتعارض بين الدولة المدنية و الإسلام ، يرأسها حسن حفني ، الذي استفادت من دراساته ماليزيا و تركيا و كسبت منهجاً يسير الإسلام جنباً الي جنب مع الدولة المدنية الحديثة .
(12) أن يفصل مركز الأهرام للدراسات الأستراتيجية عن تبعيته للأهرام، وتصبح مهمته الصناعة الأستراتيجية التي تحقق مصالح مصر علي ان تفعل دراساته ولا تموت علي الأرفف أو تدفن في الأدراج.
اليس هذا هو معني الإئتلاف الوطني ،إن مصر تحتاج إلي كل قواها موحدة،وليس أن يكون لإحدهم كفاءة في مجال ما فيريد أن يتسيد المشهد وحده ومؤيديه، فهذاغير مطمئمن ويعد إنتصارا للمصلحة الشخصية علي حساب مصلحة الوطن،ألم يبقي أوباما علي وزراء وزرات سيادية كالدفاع والمالية وغيرها من إدراة بوش في إدراته،ألم يعين منافسته اللدود كمرشح للحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون كوزيرة للخارجية.الأحري بنا أن نفعل مثل ذلك
Hossampress2005@yahoo.com

2 التعليقات:

أصبت القول يا استاذ حسام وننتظر المزيد منكم قريباً

الموضوع حلو ومهم وفى وقته ،الى الأمام دائمآ وبالتوفيق .

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More